في عصرنا اليوم لم يعد الإرشاد حاجة ثانوية للحياة العصرية، بل أصبح حاجة ضرورية من ضروراتها، وواحد من مترتبات الحياة الإنسانية المهمة والمتجددة على مر العصور. ولم تعد مهمة المدارس والجامعات تقتصر على تزويد الطالب بالمعلومات والمعارف العامة في المناهج الدراسية فقط، بل أصبح دورها تأهيل المتعلم (الأساس النفسي)، وذلك لزيادة قدرته على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه، علاوة على ذلك اكسابه المهارات الاجتماعية والتعبير عن نفسه، وهذا الأسباب أصبحت من مبررات الحاجة للإرشاد النفسي.
ما هي مبررات الحاجة للإرشاد النفسي
1- التغيرات المصاحبة لنمو الفرد
خلال مرحلة النمو يمر الإنسان بفترات حرجة، ويتعرض لتغيرات جسمية ونفسية وعقلية وغيرها. وهذه التغيرات يصاحبها في كثير من الأحيان مشكلات يشعر معها أنه بحاجة إلى من يقدم له يد المساعدة (الإرشاد). حتى يستطيع التغلب عليها. ومن المشكلات التي يواجهها الأفراد في مراحل نموهم العادية، عدم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة، كاختيار مجال المهنة أو نوع ومكان الدراسة. وهذا يؤدي بدوره الى حاجتهم للإرشاد النفسي.
2- من مبررات الحاجة للإرشاد النفسي، التغيرات التربوية
أصبحت الحاجة للإرشاد النفسي في المدارس والجامعات أكثر إلحاحا من قبل، وذلك لتنوع التخصصات الدراسية. ففي مجال التعليم قد لا يستطيعون التكيف مع التطورات التي تحدث في المناهج، مثل:
- ازدياد أعداد الطلبة وما ينتج عن ذلك من تفاعل بينهم، أدى بشكل كبير الى الحاجة للإرشاد النفسي.
- دخول التكنولوجيا إلى المجال التربوي والذي أثر بشكل كبير على التعليم.
- تعدد مجالات التخصصات الدراسية، علاوة على ذلك تعدد المجالات المهنية.
3- التغيرات الأسرية:
واحدة من أكثر الأمور التي أدت الى ظهور الحاجة الى الإرشاد النفسي هي التغيرات الأسرية. مما لا شك فيه أن الأسرة في العصر الحالي طرأت عليها تغيرات كبيرة، وهذا بدوره أدى الى ظهور تحديات جديدة عليها. ومن أهم مظاهر التغيرات الأسرية ما يلي:
- ظهور الأسرة الزواجية الصغيرة المستقلة.
- ضعف العلاقات بين الأفراد.
- تحول الأسر من أسر ممتدة الى أسر نواة، فأصبح الأولاد يتزوجون ويتركون الأسرة ويستقلون ويعيش الوالدان وحيدين، علاوة على ذلك، الزيارات أصبحت قليلة وربما اقتصرت على المناسبات والأعياد.
- ظهور مشكلات جديـدة مثـل تـأخر الـزواج أو الامتناع عـن الـزواج أو العنوسـة وحـالات الأم غـير المتزوجـة والأب غير المتزوج….إلخ.
4- التغيـرات الاجتماعية
طرأت على المجتمعات بصورة عامة تغيرات سريعة شملت بعض العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية للسلوك، علاوة على ذلك طرأ تغير في بعض القيم وما ينشأ عنه من صراع في القيم. وصاحب ذلك التغير تقدم سريع في وسائل الاتصال بين الشعوب، وما تحمله من أنماط وعناصر ثقافية مختلفة، وأحيانا متناقضة، كل ذلك أسهم في زيادة القلق والتوتر لدى الأفراد، وجعلهم بحاجة للإرشاد النفسي أكثر من أي وقت مضى.
5 -التقدم العلمي والتكنولوجي
أدى ظهور وسائل الاتصال الحديثة والتطور التقتني في التأثير في النظم المجتمعية المختلفة: من الاقتصاد والاجتماع والسياسة والتربية ومن أهم معالمه ما يلي:
- زيادة المخترعات الجديدة.
- سيادة الماكينة والضبط الآلي (في مجال العلم والعمل والإنتاج).
- تغير الاتجاهات والقيم والأخلاقيات وتغير أسلوب الحياة.
- تغير النظام التربوي والمهني والكيان الاقتصادي، .
- زيادة الحاجة إلى إعداد صفوة ممتازة من العلماء لضمان التقدم العلمي والتكنولوجي وتقدم الأمم.
- زيادة التطلع إلى المستقبل والتخطيط له وظهور علم المستقبل.
خاتمة
أصبح الإرشاد النفسي الآن من المجالات التي تزداد عليها الطلب كثيراً في العالم، نظراً لما يواجهه الفرد من تحديات وصعوبات في حياته. إذا كنت ترغب بتعلم هذا المجال. فنحن نقدم أقوى دبلوم مهني في مجال الإرشاد النفسي، على بيد مدربين معتمدين ومحترفين في المجال. وبشهادات معتمدة من أقوى الجهات الرسمية الحكومية، لمعرفة المزيد من التفاصيل حول الدبلوم، اضغط هنا.