التقدير الذاتي والثقة بالنفس هما من أهم الصفات الإيجابية للشخصية. ولا شك أن النجاح الذي يحققه الإنسان يتوقف في المقام الأول على ثقته بنفسه وتقديره لقدراته، وقدرته على تحمل التحديات والصعاب بشجاعة وقوة. وبالإضافة إلى الاعتماد على الله عز وجل، تعد هذه السمات الأساسية التي تساعد على تحقيق النجاح في الحياة. وهذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة ما أهمية تقدير الذات وكيف تنعكس على نجاحنا.
ما أهمية تقدير الذات وكيف تنعكس على نجاحنا
١- القدرة على تحقيق الأهداف
إحترام الذات يؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرارات، حيث يعد عاملًا تحفيزيًا يشجع الفرد على العناية بنفسه واستكشاف كامل قدراته ومهاراته مما يؤدي إلى السعي المستمر لتحقيق الأهداف المحددة وتحقيق الطموحات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد تقدير الذات على التغلب على الشعور باليأس والفشل.
٢- تحقيق التوافق النفسي
ترتبط الصحة النفسية ارتباطاً وثيقاً مع مدى شعور الفرد بتقدير ذاته وثقته بنفسه. وينتج عن ذلك شعور السعادة والراحة النفسية والأمان. بالإضافة إلى ذلك، يُضيف التوافق النفسي إلى حياة الفرد السعادة والاعتزاز بثقته وتأكيده لذاته في جميع المواقف والأزمات والاضطرابات التي قد يتعرض لها في حياته اليومية. تجعل الثقة بالنفس انفعالات واستجابات الفرد أكثر اتزاناً وبعداً عن التهور والعدوانية.
٣- اكتساب الخبرات
إنّ تقدير الذات والثقة بالنفس تعملان كمحفّزات قويّة للفرد لاكتساب الخبرات والتعلّم في مجالات متعددة. فالشخص الذي يتمتّع بتلك الميزات يشعر بالثقة في قدراته، ممّا يدفعه للاستكشاف والتعلّم واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات في مختلف المجالات، وبالتالي يُثري حصيلته النفسيّة والاجتماعيّة والعلميّة. كما أنّه يتطلّع باستمرار لجني المزيد من الخبرات والتعلّم كلّ ما هو جديد. ممّا يساعده على الارتقاء والتقدّم بشكلٍ مستمر نحو الأفضل.
٤- تقدير الذات يؤدي الى النجاح في العمل
يؤثر تقدير الذات بشكل كبير على النجاح في العمل. فالأشخاص الواثقون بأنفسهم يعملون بجهد وإصرار أكثر، مما يجعلهم أكثر إنتاجية وتحقيقًا للأهداف المنشودة. كما أنّ الثقة بالذات تؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات بثقة وجرأة، والتفكير الإبداعي والتحليلي، وإيجاد الحلول للمشكلات وتطوير الأعمال.
وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي تقدير الذات إلى تحسين العلاقات في مكان العمل. حيث يساعد الشخص الواثق بنفسه على التعامل بشكل أفضل مع زملائه في العمل والعملاء. كما أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات والثقة بأنفسهم يميلون إلى تحمّل المسؤولية بشكل أكبر، وتحقيق نتائج أكثر إشراقًا ونجاحًا في العمل.
٤- تقوية المناعة من الأمراض النفسية
إنّ مفهوم تقدير الذات يتجاوز تصورك البسيط عن نفسك. حيث يشمل العناية بصحتك وتطوير نفسك بشكل دائم. يحمي هذا التقدير الذاتي الفرد من الإصابة بأمراض نفسية، مثل الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة وعدم التقدير، ويحميه أيضاً من الإصابة بأمراض جسدية.
٥- لن تجلد نفسك لتصل للمثالية
إذا كان لديك تقدير الذات، فسوف تتقبّل نفسك بصدرٍ رحب، ولن يكون هناك ضغطٌ على عاتقك لتحقيق المثالية أو الخوض في أمورٍ تتعلق بمجالاتٍ لا تتقنها. ففي العالم الحالي الذي يسوده السيطرة الكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، يمارس الضغط على الأفراد للسعي وراء المثالية. ومع ذلك، فإنّ تقدير الذات يحميك من هذا الضغط ويجعلك تتقبّل نفسك كما أنت.
٦- القدرة على الخروج من منطقة الراحة
يتسم الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير ذات عالٍ بالرغبة في الخروج من الروتين ومن منطقة الراحة الـ Comfort Zone والاستعداد لتحمل المخاطر وتحديات الحياة. وبالرغم من شعورهم أحياناً بالخوف، إلا أن قوة إرادتهم والرغبة في النجاح تحفّزهم للاستمرار والتطلع لاكتشاف أشياء جديدة وإثبات ذواتهم. ومع تحقيقهم لهذه الإنجازات، يتم تعزيز ثقتهم بأنفسهم وينمو تقديرهم لذواتهم بشكلٍ أكبر.
بشكل عام، يؤثر تقدير الذات والثقة بالنفس على النجاح في العمل من خلال تحفيز الأشخاص على العمل بجهد وإصرار، واتخاذ القرارات بثقة، وتحسين العلاقات في مكان العمل، وتحمّل المسؤولية بشكل أكبر، وتحقيق نتائج أكثر إشراقًا ونجاحًا في العمل.
٧- زيادة الثقة بالنفس
يمكن للفرد أن يمتلك ثقة عالية بنفسه دون تقدير لذاته، كما يحدث في حالات كثيرة لدى المشاهير الذين يظهرون أمام الجمهور بثقة عالية، لكن في النهاية يصبحون ضحايا الانتحار. وبالمقابل، يمكن للفرد أن يكون لديه تقدير ذات جيد، ولكن ثقته الإبداعية ضعيفة في مجال معين مثل التصميم. على الرغم من ذلك، فإن حب الذات وتقديره يعزز الثقة بالنفس بشكل عام. وبمجرد أن يكتسب الفرد الثقة بالنفس، يصبح أكثر مرونة في التعامل مع المواقف الصعبة وأكثر قدرة على مواجهة التحديات بدون تجريح ذاته. بالإضافة إلى ذلك، سيتقبل نقاط ضعفه بدون إهانة لنفسه وسيستخدم نقاط قوته بالشكل المطلوب مما يزيد من نجاحه في الحياة.