أهمية تطوير الذات
لا شك أننا بتنا اليوم في عالم يتطور باستمرار من جميع النواحي وعلى جميع الأصعدة إن صح التعبير، ولذلك كان لزاماً على الأفراد إيجاد طرق لتطوير ذواتهم بما يتناسب مع المعطيات الجديدة، وبما يمكنهم من الارتقاء بأنفسهم ومهاراتهم وقدراتهم أيضاً لتحقيق النجاح في شتى مجالات حياتهم.
ولكن ماذا نعني بإدارة وتطوير الذات؟
يعبر مصطلح إدارة وتطوير الذات عن عملية إدارة الفرد لذاته بطريقة إيجابية تساعده على تنمية مهاراته بما يوفر له إمكانية تحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة، إضافة إلى مواجهة ما يعترضه من معوقات ومعالجتها بطريقة صحيحة وفعالة.
ويكون تطوير الذات من خلال مراقبة الإنسان لنفسه والتحكم به وإدارتها أيضاً، فالإدارة الذاتية هي ما يمكن الفرد من توجيه أفكاره وطاقاته بحيث يكون قادر على استغلال الفرص وإدارة وقته بما يمكنه من الوصول لأهدافه بطريقة مؤكدة.
تطوير الذات يعني أيضاً معرفة الشخص بنقاط قوته ونقاط ضعفه والعمل على تطوير قدراته الذهنية وأساليب التواصل مع الآخرين من خلال السيطرة على النفس، الأفكار، المشاعر وتوجيهها بالشكل الصحيح من خلال التصرفات بالشكل اللائق المعبر عن رقي صاحبها وتميزه.
ما هي قواعد إدارة الذات؟
يعتمد فن الإدارة وتطوير الذات على مجموعة من القواعد ومنها:
المبادئ الأخلاقية:
أول ما يجب أن يركز عليه الإنسان هو القيم الأخلاقية السليمة والتي تعد الركيزة الأساسية لأي عمل يقدم عليه في الحياة، فبدون قاعدة أو أساس أخلاقي جيد لن يكون الفرد قادر على إدارة ذاته بالطريقة الصحيحة.
الثقة بالنفس:
كثير من الأشخاص حولنا يخسرون فرص رائعة بسبب عدم قدرتهم على التعبير والتواصل مع الآخرين بطريقة إيجابية صحيحة.
لذلك كان لثقة الفرد بنفسه أثر في الوصول لغاياته بشكل أسرع من خلال سهولة الأسلوب وبساطة التعبير بحديثه مع الآخرين.
تحديد الأهداف:
إن على كل شخص يرغب بتطوير ذاته أن يقوم بتحديد أهداف وغايات يصبو إليها وأن يضع خطة عمل متكاملة لتنفيذها.
بدون تحديد أولويات وأوقات محددة للعمل عليها سيعاني الشخص من الضياع وإهدار الوقت بلا طائل، فإنجاز المهام بوقتها المحدد لا بد أن يزيد من إنتاجية وتحفيز الشخص لمواصلة تحقيق الأهداف التي يطمح إليها بشكل منظم.
خبرات الآخرين في تطوير الذات:
كل شخص له تجربته المختلفة التي تميزه عن غيره في الحياة، والاستفادة من خبرات الأشخاص الناجحين يعد من أفضل الأمور التي يمكن لأي إنسان أن يستغلها لصقل شخصيته بأفكار تطور من طريقة تفاعله مع ما قد يتعرض له مستقبلاً من أحداث، سواء كانت إيجابية أم سلبية.
الثقافة العامة:
كلما زادت ثقافة الفرد زادت قدرته على التحدث وإقناع الآخرين وجذب اهتمام المستمعين إليه بتركيز أكبر.
التطبيق العملي لتطوير الذات:
إن كل ما تم ذكره سابقاً سيكون مجرد حبر على ورق ما لم يبادر الشخص إلى العمل الحقيقي والفعلي، فأكثر ما يدمر شخصية الإنسان هو التواكل والتسويف، الذين دائماً ما يقودانه إلى اليأس والإحباط.
لذلك كانت المبادرة إلى العمل من أساسيات النهوض بالإنسان لقتل الفراغ والأفكار السلبية التي تحول دون تطوره وتميزه في المجتمع.
في الختام، فإن إدارة وتطوير الذات من الأمور التي ترقى بصاحبها لآفاق أوسع على النطاقين الاجتماعي والعملي أيضاً.
ولأن أساس تطور المجتمعات هو تطور الأفراد فيها، فإن بناء أشخاص أصحاء يعتبر الحجر الأساس بالوصول لمجتمعات أكثر تقدماً.
تحدثنا في هذا المقال عن فن الإدارة وتطوير الذات وللمزيج عن موضوع أساليب تطوير الذات إضغط هنا.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح، فريق عمل بوابة المدربين والمستشارين العرب