فن إدارة الأعمال من أهم التخصصات الحديثة المطلوبة في سوق العمل. ويطلق عليها فن وعلم إدارة الأعمال، لأنها تحتاج لذكاء وحنكة، بالإضافة للثقافة والخبرات العلمية. فما هو الذي يجعل هذا العلم بتلك الأهمية وكيف استطاع في وقت قصير أن يصبح أهم عناصر الإنتاج؟؟. سنتعرف في هذه المقالة على كيفية اكتشافه وما هي التحديات التي تواجهه في العالم العربي؟؟ ولماذا عليك أن تدرس تخصص إدارة الأعمال، حتى إذا كنت متخصص في الطب أو الهندسة أو مجالات أخرى؟؟؟، وما هو مفهوم فن إدارة الأعمال، وما هي أسس وقواعد الإدارة. كل هذا سنتعرف عليه في هذه المقالة الشاملة، لكن للإبحار في هذا التخصص والحصول على شهادة معتمدة في دبلوم إدارة الأعمال، تأهلك للحصول على وظيفة، يمكنك الالتحاق الآن بهذا الدبلوم، ولمعرفة المزيد حول الدبلوم، اضغط هنا.

مفهوم فن إدارة الأعمال

يشير مفهوم فن وإدارة الأعمال الى: هو فن توجيه النشاطات المختلفة في المؤسسات نحو تحقيق هدف معين. من خلال هذا التعريف العام والشامل لمفهوم إدارة الأعمال والذي لم يتحدث عن مؤسسة بعينها، بل قصد جميع المؤسسات والمنظمات المختلفة، والتي تهتم باتخاذ القرارات السليمة، والتنبؤ بالأمور المستقبلية. علاوة على ذلك قيامها بوضع خطط يمكن من خلالها تنظيم أمور المؤسسة، وتحقيق الأهداف بأقل تكلفة و أعلى ربح، ووضع خطط بديلة لمواجهة الأزمات.

أما المؤسسات التي يمكنها الاستعانة بفن إدارة الأعمال متعددة أهمها: التجارية، الصناعية، الحكومية، الدينية، الخيرية والعديد من المؤسسات والمنظمات الأخرى التي تحتاج لتنظيم أعمالها الإدارية. والآن سنتعرف على مفهوم الإدارة والأعمال بشكل منفصل للتعمق في مدلول كل منهم.

الإدارة بشكل عام هي: مجموعة من الأنشطة والعمليات التي تتم داخل المنظمة أو المؤسسة، بغاية تحقيق أهداف معينة.

الأعمال: هي مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها مجموعة من الأفراد، لتحقيق أهداف معينة من خلال استخدام الموارد وتوزيعها بالشكل المناسب.

والمقصود بالموارد في مفهوم الأعمال هي: الموارد البشرية، المالية، الطبيعية، الاجتماعية، الثقافية، العلمية.

أي أن الإدارة جاءت كي تنظم العلاقة بين العناصر والأنشطة الموجودة في منظومة الأعمال، لضمان تحقيق الأهداف المطلوبة، واستخدام الموارد بأعلى كفاءة، ضمن قواعد محددة سنتحدث عنها لاحقاَ.

نشأة فن إدارة الأعمال

يعتبر علم إدارة الأعمال من العلوم الحديثة التي اكتشفت بعد الثورة الصناعية في أوروبا، وقد استخدم الغرب مفهومها منذ حوالي نصف قرن فقط. وكان الهدف من ظهور هذا العلم، تقليل تكلفة الانتاج في المؤسسات الصناعية وزيادة الأرباح.

من أهم العلماء ورواد علم وفن إدارة الأعمال: تايلور وفايول ووليت وبريك والكولونيل ليندال ارويك.

أول من اكتشف علم وفن إدارة الأعمال

بدأ اكتشاف هذا العلم على يد المهندس الأمريكي ارويك. قام بعمل تجربة على المصنع الخاص به، بغاية تقليل الجهد والتكلفة وزيادة الأرباح. فبدأ بدراسة العمليات الصناعية في المصنع، ولاحظ أنه من خلال توزيع الوظائف على العمال بشكل علمي مدروس، سيطرأ تحسينات وتوفير الجهد، وإنجاز الأعمال بوقت أسرع. علاوة على ذلك تقليل التكاليف فيزيد الربح. وقد نجحت تجاربه وزادت التجارب عند الغرب على هذا العلم، وبرزت أهميته في وسط المنافسة الشرسة في مختلف الصناعات، مما أدى إلى إضافة الإدارة كعنصر أساسي من عناصر الإنتاج.

أما بالنسبة للعالم العربي، ففي ظل الاستعمار الذي كان يغزو العالم العربي في ذلك الوقت، فقد تأخر دخول هذا العلم إلى أن تم اكتشاف البترول. فبدأت تجارب إدارة الأعمال تظهر ونتائجها تتحقق، لكن رغم ذلك إلا أن المجال مازال يفتقر للعديد من العوامل التي تحول بينه وبين النجاح على نطاق واسع.

المشاكل التي تواجه تخصص إدارة الأعمال في العالم العربي

• افتقار الاقتصاد العربي للاقتصاد الصناعي. الاقتصاد العربي يعتمد على التجارة والزراعة والخدمات، رغم اعتماد هذه التخصصات على إدارة الأعمال، إلا أن أهميته تظهر في مجال الصناعة.
• تقع المؤسسات والصناعات العربية تحت سيطرة السلطة العائلية، فلا يسمح للغرباء في الإطلاع على أحوالها، ولا تؤمن بالوثوق بخبرات في مجال مختلف عن مجالها. فمعظم المشاريع الصغيرة، لا تؤمن بضرورة خضوعها لأساليب الإدارة رغم أن اعتمادها عليه سوف يساعد على تطورها ونجاحها.
• عدم الاعتراف بدور العمال في رفعهم لكفاءة الإنتاج من خلال تحفيزهم ومكافأتهم.

قبل توضيح الوظائف الإدارية ومجالات إدارة الأعمال، علينا أن نتعرف على قواعد الإدارة الأساسية التي يتم الاعتماد عليها.

أسس وقواعد الإدارة

يعتمد فن إدارة الأعمال على مجموعة من القواعد والأسس وهي: تحديد الهدف، التخطيط، التنظيم، القيادة، التنسيق، المراقبة. فما هو دور كل من هذه العمليات وكيف تؤثر على نجاح المؤسسة.

• تحديد الهدف: يعتبر أول خطوة في إنشاء مشروع معين، من خلال وضع الأفكار المطلوب إنجازها في المشروع.
• التخطيط: الاستراتيجية التي يتم من خلالها تحويل الأفكار إلى تحليلات بيانات تصف المشروع والموارد التي يحتاجها.
• التنظيم: يتم من خلال الاستعانة بقاعدة التنظيم التي تحدد وظيفة وصلاحية كل شخص في المؤسسة حسب اختصاصه وقدراته.
• القيادة: توجيه الأفراد للتأكد من قيامهم بالعمل المطلوب الذي يحقق الأهداف، بالإضافة لتدريبهم وتطوير قدراتهم.
• التنسيق: عملية ربط بين كميات الإنتاج وما يحتاجه السوق وتقديمه في الوقت المحدد.
• الرقابة: مقارنة النتائج مع الفرضيات للتأكد من عدم وجود خلل.

مجالات إدارة الأعمال

المجالات الإدارية: يلاحظ طالب إدارة الأعمال، أنه يتناول مواد من فروع مختلفة في مجالات متعددة. فيبدأ بدراسة الاقتصاد والمحاسبات المالية، وكيفية عمل الجداول، بعد ذلك يتخصص في أحد مجالات إدارة الأعمال، فما هي هذه المجالات؟

المجال عام

وهي وظيفة المدير العام، يقوم باتخاذ القرارات حسب المهام الموجهة إليه من قبل مجلس الإدارة. كما يقوم بالموافقة على القرارات التي يتخذها مساعديه، وينسق الأعمال والمهام، ويراقب سير المنظومة ويجد حلول مناسبة للأزمات والمشاكل الغير متوقعة. لذلك يجب أن يتمتع المدير العام بصفات قيادية وشخصية قوية قادرة على إدراك الأمور من خلال حنكته وذكائه، بالإضافة إلى الخبرة والثقافة التي يجب أن يتمتع بها المدير الناجح.

مجال دائرة الإنتاج

تختص إدارة الإنتاج بمتابعة إنتاج السلع من المواد الأولية والعمل على تطوير السلعة، بحيث تصبح أعلى جودة وأقل تكلفة. فتحاول بشتى الطرق العلمية أن تتطور من الإنتاج بأقل جهد ووقت، فتتابع الأبحاث والتجارب التي تخضعها المنظومة لتحقيق أهدافها.

المجال التسويقي

الجهة المعنية بعرض المنتجات، وليست وظيفة مدير التسويق عرض المنتجات والتسويق لها، بل عليه أن يقوم بعدة أمور أهمها:

• دراسة السوق وعمل تحليلات لنقاط القوة والضعف، ومتابعة الأسواق ودراسة المنافسين وكيفية التغلب عليهم.
• متابعة شؤون موظفي المبيعات، وصرف الرواتب لهم، والعمل على تطويرهم وتدريبهم لرفع الكفاءة.
• تحديد الميزانية المطلوبة للدعاية والإعلانات.
• دراسة ذوق المستهلك وتحديد رغباته والعمل على إشباعها.

مجال المحاسبة والمالية

متابعة الأمور المالية، والتحقق من عدم وجود خلل، ومتابعة الأسهم والسندات المالية، ورواتب الموظفين.

مجال شؤون الموظفين

إدارة شؤون الموظفين، تهتم بوضع قواعد ومواصفات الموظف المطلوب، وعمل مقابلات شخصية، وتطوير الموارد البشرية وتحفيزهم.